يشدني أثير إذاعة الجامعة الأردنية لمتابعة أخبار جامعتي التي تخرجت منها والتي كان أحدثها متابعة نشاط الإفطار في رحابها سواء على المسطح الأخضر ومطعم الجامعة، فكانت زيارة ولا أجمل قبيل الغروب والتجوال في أروقتها والانضمام لمجموعات الطلبة وزوار الجامعة وضيوفها والتمتع بتناول طعام الإفطار فيها وتذكر تلك اللحظات الجميلة أيام الدراسة الجامعية واللجوء لمطعم الجامعة في حينها وتناول الوجبات بأسعار في متناولنا وما تزال حتى الآن.
مساء الجامعة وتلك الأنوار والمزيج الرائع من طلبة وزوار الجامعة أعادني للجامعة من جديد في رحابها والقاء تحية الشوق والحنين لسنوات كانت الأبهى في رحلة العمر ومحطة من محطات تكوين الشخصية وصقلها ومتابعة الدراسات العليا فيها ومغادرتها للعمل وزيارتها من فترة إلى أخرى.
هي كما عهدتها عريقة وتزداد جمالا بمن يسهر على خدمتها وتطويرها ورفد مسيرتها بكل ما يليق بها ويزين مشوارها أكثر وأكثر ويلون حكايتها بفرح بداية الالتحاق والتخرج والنظر من نافذة الأيام اليها والندم بالتخرج سريعا دون أن يكتمل حلمنا ويطاول المدى إلى البعيد.
ثمة خواطر بعيد الإفطار وكأن اللحظات وعقارب الساعة ما تحركت والسنوات ما تقدمت، وثمة جو الطلبة الآمن الأسري الرائع يزين المشهد وقد أرخى المساء بظله على أجواء الجامعة، وثمة رائحة القهوة تفوح من زوايا دكان فيها ونسمات الذكريات تعطر الفضاء العابق بضحكات وعبارات الطلبة والزوار ولقطات الصور لتوثيق وإثبات الزيارة.
قبل فترة وخلال شهر رمضان الفضيل شارك رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نذير عبيدات طلبة الجامعة إفطارهم وتجول بينهم وتبادل معه الحديث والحوار ليس في طبيعة الوجبات ورضاهم عنها ولكن عن طبيعة العلاقة بين الأسرة الجامعية والمسؤولية المتبادلة بينهم للحفاظ على الحاضر وحماية المستقبل على حد سواء.
تمثل الجامعة الأردنية لنا (ونحن خريجوها) الكثير من الجهد الذي كان للارتقاء بمستواها وتطويرها وتحديثها والوصول لمصاف الجامعات العالمية وذلك ما كان ليكون سوى بمثابرة كل عضو في أسرتها الأكاديمية والإدارية والطلابية والخدمات المقدمة فيها.
كم كانت سعادتي كبيرة وعظيمة عندما وجدت الملجأ في رحاب الجامعة الأردنية تماما مثلما حدث قبل أربعة وأربعين عاما من زمن القبول في الجامعة الأردنية والعيش فيها قليلا ريثما كانت تحية الوداع صعبة مفعمة بحلم العمل وبناء المستقبل الشخصي.
نعمة البيئة الجامعية والأسرية وأمان الطلبة وزوارها وأبوابها المشرعة للدخول إلى عالمها فيها الكثير من التقدير للعاملين بمحبة على حماية الجامعة الأردنية بكل حرص واطمئنان وسلامة.
يرفع أذان العشاء من رحاب مسجد الجامعة الأردنية وتكون الخطوات للصلاة وتذكر ما خبأنا واستودعنا في أرجائه من أدعية خالصة لوجه الله وتركنا على أدراجه وبواباته وشجره خطواتنا عند العودة للمنزل براحة لا توصف.
للإفطار في الجامعة الأردنية مع الشهر الفضيل مذاق خاص وكذلك في الأيام العادية حيث كان لصحن الفول ورغيف الخبز وابتسامة أسرة المطعم ألق خاص وطازج يليق بلقمة هنية ووجبة شهية كان يفاجئنا بطلته الراحل د. عبد السلام المجالي الذي علمنا أن الجامعة هي بيتنا ويجب علينا المحافظة عليها بالدراسة والاجتهاد والمثابرة واحترامها بمنزلة الأم والوطن والكرامة.
سلام الله عليك ايتها الجامعة الأردنية والتحية لمن يحرسونك بالمهج والمحبة ويغرسون ثمار العلم والعرفان في النفوس ليكون المجد وتظلين كما أنت على مدى الأجيال والطلبة والأيام، ما اجملك ايتها الرائعة يا جامعتي الأردنية.
لجامعتي الأم والرجاء والأمل والكتاب والمحاضرة والمكتبة وعضو هيئة التدريس وكل مرفق فيها كل التحية وإلى اللقاء ثانية وعما قريب.